[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى » منتديات الأخبار و الرياضة » الرأي والرأي الأخر » هل الحركة الامازيغية حركة مطبعة؟
هل الحركة الامازيغية حركة مطبعة؟
التاريخ: الثلاثاء, 2014-02-04, 2:54 PM | رسالة # <1 khettara


تناسلت في الآونة الاخيرة العديد من المقالات لامازيغوفوبيين شكل إلصاق تهم التطبيع و الصهيونية للحركة الامازيغية محورها. مقالات هؤلاء لا تخرج عن حرب مكشوفة على النهضة الامازيغية التي قادتها فعاليات وجمعيات ومنظمات و فنانون و طلبة وأساتذة و حقوقيون وفقهاء وأكاديميون وغيرهم الذين ينتمون عضويا او فكريا إلى الحركة الامازيغية على مدى خمسة عقود من الزمن، على أقل تقدير، مركزين على خطاب ديمقراطي حداثي نسبي عقلاني وعلمي وحاملين لوعي عصري شكل القطيعة مع الوعي التقليدي الذي سيطر على مخيلة من يحارب الامازيغية اليوم.

من الطبيعي ان يكون للحركة الامازيغية خصوم، لسبب بسيط هو أن مشروع هذه الاخيرة مبني على أسس وطنية متينة ولا يستند في معالجته لقضايا الوطن و المواطنين على نظريات جاهزة ومعلّبة ولا على تجييش العواطف تارة باسم الدين و الأمة وتارة باسم العروبة و القومية. مشروع مبني على إعادة رد الاعتبار للذات المغربية ووقف مسلسل الاستلاب الذي نخر عقول "النخب المغربية" وجعلهم كأعجاز نخل خاوية، تراهم ينطلقون في معالجة قضايا الوطن من الآخر في اتجاه الآخر عوض الانطلاق من الذات في اتجاه الاخر وبالتالي تصدق عليهم المقولة المأثورة لهيجل "الشخص الذي لا يعي ذاته تتدنى مرتبته من الشخص إلى الشيء، أي أنه يكون مجرد مادة قابلة للضم و الامتلاك".
وبالفعل فالمشروع الفكري الامازيغي مبني على ركيزة الوعي بالذات في بعده الشمولى وهو ما خول له ان يطرح مجموعة من القضايا والمفاهيم السائدة، التي شكلت إلى وقت قريب مسلمات لدى فئات عديدة، للنقد و المساءلة اعتمادا على مناهج علمية أزالت الغشاوة عن أعين العديد من المواطنين و البقية تأتي إن شاء الله.

من العبث بمكان ان نعتبر الحركة الامازيغية حركة مرتبطة بفلان أو علان، لأن اساسها مبني على أساس فكري وهوياتي وحضاري و ليس على اساس شخصيات وزعامات، وبالتالي فتقويم العمل الامازيغي يكون مبنيا على أساس الأدبيات التي تؤطر الفلسفة العامة للخطاب الامازيغي وللتراكمات النضالية في المجالات الترافعية و الحقوقية و الادبية الابداعية و الاكاديمية و السياسية والاجتماعية و الجمعوية وغيرها. فأغلب الذين يكيلون الاتهامات المجانية للحركة الامازيغية ، يفعلون ذلك من منطلق انهزامهم الفكري واسقاط تراتبية تنظيماتهم القائمة بتوجيهات مخدومة وراء الستار ومغلوفة بشعارات غير التي يكنونها في قلوبهم، وبالتالي فإنهم لا يظهرون ما يضمرون، عكس الحركة الامازيغية، فخطابها مكشوف ويقولون ما يفعلون. 

اتهام الحركة الامازيغية بالتطبيع وبالصهيونية وبتجزيء المجزأ و هلمّ جرا من القاموس المعروف هي مزايدة سياسوية رخيصة، وسلاح الضعفاء الذين انهزموا أمام شموخ وعي المغاربة بذاتهم الأمازيغية. الخطاب الامازيغي له بعد شمولي، فالجيل الأول من الحركة الأمازيغية له الفضل في ترسيخ هذا البعد في الوقت الذي كان فيه الامكان السير في الاتجاه الجهوي أو المحلي كما كانت الدولة تتعامل مع الامازيغية على اساس لهجات ثلاثة. 

وللحركة الامازيغية الفضل في بروز نقاش التعدد و التنوع في إطار الوحدة، وهو شعار الدورة الاولى للجامعة الصيفية بأكادير سنة 1980. ما قدمت الحركة الامازيغية للمغرب شيء كبير حيث حاولت بمجهوداتها وإمكانياتها البسيطة إقرار قيم الانسانية النبيلة المبنية على أساس المساواة بغض النظر عن النسب او الدين او العرق او اللغة أو الجنس إلخ,,, فحولت المغرب من بلد أُحادي المنظور و اللغة و الثقافة إلى بلد يقرّ التعددية والتنوع، من بلد يعيش التبعية الشرقية بآفاتها وانحطاطها الحضاري إلى درجة ان المغرب يُصنّف ضمن محور دول الشرق، في حين يتواجد جغرافيا في الغرب ، إلى بلد يرى ان نهضته و ازدهاره الحضاري يكمن في علاقة المصالح المشتركة لا في علاقة التابع للمتبوع بناء على اساس إثني او عرقي او ديني.

حقيقة أشفق على من يتصفون اليوم "بالمثقفين" الذين يرمون الامازيغيين الاحرار بوابل من التهم الجاهزة و الرخيصة، ويعيدون فتح نقاشات تناولتها الحركة الامازيغية بكثير من الأريحية و التفصيل أيام كانت الامازيغية تهمة لمن يدافع عنها (80 و 90 من القرن الماضي). وما علينا إلى ان نرشد هؤلاء إلى تلك المعارك الفكرية التي خرجت منها الحركة الامازيغية بانتصارات لواقعيتها ولمشروعية وعدالة قضاياها و الموثقة في مجلات علمية وغيرها (انظر مجلة الكلمة، مجلة ألف لام، مجلة آفاق، مجلة اللغة و الاداب لكلية الاداب ج. محمد الخامس أكدال...). ولسنا في استعداد إلى العودة إلى تلك النقاشات التي خاضها من سبقونا من الامازيغيين بعلمية و اتّزان فكري وبوطنية عالية في الوقت الذي كان فيه من استيقظ اليوم من سباته العميق، يتغنون بلازمة سنرمي إسرائيل في البحر و لن يكون لها وجود وبأغاني أم كلثوم الرائعة. قلت لسنا في استعداد لان ما ينتظرنا من عمل في رد الاعتبار لذاتنا الامازيغية من خلال البحث و العمل و التنقيب و التدوين والتوعية، أكبر بكثير من إعادة "أُوغْزِيفَادْ أَيْڭَانْ لِيفْ uγzif ad ad igan lif" لمن مُليء قلبه حقدا وغيضا على الامازيغية. وبالمناسبة يا قاذفي التهم الجاهزة: ماذا قدمتم للامازيغية؟ هل من مؤلفات وإبداعات ودراسات؟ هل من برامج لتقوية الامازيغية ورد الاعتبار لها؟ الجواب معروف لاشيء إلا الشفوي. وبالمقابل فالحركة الامازيغية، المطبعة في نظركم، هي التي قدمت للامازيغية الشيء الكثير، اكاديميا، حقوقيا، إبداعيا، فنيا، دينيا، سينمائيا، معلوماتيا، إعلاميا، تربويا... و المجالات لا حصر لها، والبقية تأتي بحول الله.
الكاتب: خالد اوبلا بتاريخ : 2014-01-30 21:33:00

Collé à partir de <http://www.amazighworld.org/arabic/news/index_show.php?id=3964>

تثبيت: 7914111.jpg (42.5 Kb)




تم تحرير الرسالة
 
مجموعة: المدراء
رسائل: 32
جوائز: 0 +
سمعة: 1 ±
ملاحظات: ±
حالة: Offline
[ ( DZ) ]
منتدى » منتديات الأخبار و الرياضة » الرأي والرأي الأخر » هل الحركة الامازيغية حركة مطبعة؟
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

دردشة-مصغرة
تصويتنا
قيم موقع مجتمع غرداية
مجموع الردود: 43
طريقة الدخول