امحمد بن يوسف اطفيش - قطب الأئمة - هو : امحمد بن يوسف بن عيسى بن صالح بن عبد الرحمن بن عيسى بن إسماعيل بن محمد بن عبد العزيز بن بكير الحفصي ، اطفيش. أشهر عالم إباضي بالمغرب الإسلامي في العصور الحديثة . نسبه من عائلة شهيرة بالعلماء من أت تيزجن ، من عشيرة آل بامحمد ، و ينتهي إلى عمر بن حفص الهنتاتي ، من العائلة الحفصية المالكة بتونس بين (625-983هـ / 1229-1574م) ، و في بعض كتبه ينهي الشيخ اطفيش نسبه إلى أبي حفص عمر بن الخطاب. أما أمه فهي : السيدة مامَّه سَتِّي بنت الحاج سعيد بن عدُّون بن يوسف بن قاسم بن عمر بن موسى بن يدّر ببني يسجن. مولده و نشأته العلمية : ولد بغرداية لما انتقل إليها والده ، و عاش بها طفولته الأولى، و في الرابعة من عمره توفي والده ، و تركه يتيما تحت كفالة والدته. توسمت فيه بوادر النبوغ، فعهدت به إلى أحد المربين لحفظ القرآن ، فختمه و حفظه و هو ابن ثمان ، ففتح له مجال العلم ، و سارع إلى دور العلماء و حِلَق الدروس بالمسجد.
فأخذ مبادئ النحو و الفقه عن أخيه الأكبر: إبراهيم بن يوسف. و تلقى مبادئ المنطق عن الشيخ سعيد بن يوسف وينتن.
و كان يحضر دروس الشيخ بابا بن يونس في مسجد غرداية.
بعد أخذه لهذه المبادئ، شمر على ساعد الجد و التحصيل، بعزيمة لا تعرف الملل ، يؤازره ذكاء حاد، و ذاكرة وقادة، و رغبة في العلم لا تعرف الحدود.
نشأ عصاميا، لم يسافر للدراسة خارج موطنه، و جعل دأبه الحرص على اقتناء الكتب و استنساخها، يجتهد في طلبها و اشترائها من كل البلدان، رغم قلة ذات اليد، و صعوبة الاتصال.
فتجمعت لديه مكتبة غنية، تعتبر فريدة عصرها بالنظر إلى ظروف صاحبها ، و بعده عن مراكز العلوم و العمران.
و مما ساعده على التحصيل : اقتناؤه لبعض خزائن العلماء ، منها خزانة الشيخ ضياء الدين عبدالعزيز الثميني ، وقد تزوج امرأة علم أنها تملك مكتبة ثرية و رثتها عن أبيها.
و ما كاد يبلغ السادسة عشرة ، حتى جلس للتدريس و التأليف ، و لما بلغ العشرين أصبح عالم وادي ميزاب ، ثم بلغ درجة الاجتهاد المطلق في كهولته ، كما يذكر ذلك بنفسه في كتابه : " شامل الأصل و الفرع ". معهده : أنشأ القطب معهدا للتدريس ببني يسجن ، تخرج فيه علماء و مصلحون ومجاهدون ، انبثوا في أقطار المغرب و العالم الإسلامي ، و انبثت تراجمهم في ثنايا هذا المعجم.
له منهج في التدريس يعتمد على استغلال الوقت ، و التركيز في التلقين. تستمر دروسه طيلة أيام الأسبوع ، من الضحى إلى الزوال ، إلا يوم الجمعة ، ثم يزيد دروسا في المساء بعد العصر.
و لا يدرّس في الليل إلا الغرباء و النجباء و المتفوقين ؛ لأنه كان يخصص الليل للتأليف و الإجابة عن الرسائل و الاستفتاءات المتهاطلة عليه ؛ و كان غزير المادة ، طويل النفس ، متفانيا في العلم ، يدرس أحيانا أحد عشر درسا مختلفا في اليوم.
و يستعمل اللسان البربري المحلي كأداة للتدريس عند الاقتضاء ، و لا يحاسب تلاميذه على الغياب أو الإبطاء ، و إذا رأى منهم تعبا روّح عنهم بما يدفعهم إلى النشاط و التركيز ، و يولي عناية خاصة لأسئلة تلاميذه ، فيكتبها و يحقق مسائلها ، و لا يعجز عن الرجوع إلى المصادر ، و لو أثناء الدرس.
بهذا المنهج في التعليم ، و السعة في العلم ، انهال عليه الطلبة من مختلف الأقطار الإسلامية ، و صدروا عنه ، و كلهم رجال عاملون في مختلف مواقع الحياة ؛ تأليفا ، و تعليما ، و قيادة ، و قضاء ، و إصلاحا.
و بلغ عدد تلاميه العشرات من أشهرهم :
من ميزاب :
1- إبراهيم اطفيش ، أبو إسحاق : نزيل القاهرة العالم المحقق.
2- إبراهيم الأبريكي .
3- إبراهيم بن عيسى أبو اليقظان : رائد الصحافة العربية في الجزائر.
4- اعمار بن صالح بن موسى.
5- بابكر بن الحاج مسعود.
6- داود بن سعيد بن يوسف.
7- صالح بن عمر لعلي.
8- عمر بن حمو بكلي.
9- عمر بن يحيى ويرو المليكي .
10- محمد بن سليمان ابن ادريسو.
11- الناصر بن إبراهيم الداغور.
12- يوسف حدبون .
أما من ليبيا: فيذكر المجاهد بالسيف و القلم الداعية : سليمان باشا الباروني .
و من تونس : المؤرخ سعيد بن تعاريت .
و من المدينة المنورة : أحمد الرفاعي.
و غيره كثير ممن بلغ المشيخة.
تثبيت:
تم تحرير الرسالة
|